بسم الله الرحمن الرحيم
قرأت هذه القصة وأعجبتني كثيراً وهي مفيدة للفتيات والمقبلات على الزواج وكذلك للمتزوجات
قالت السيدة دلال : كنت أرى أمي وأبي دوماً على خلاف وكنت فيما بيني وبين نفسي أتهم أمي بالجهل والعناد , فقد كنا نرى أنا وأخوتي بأنها هي المتجنية على والدنا ( زوجها ) ومن الطبيعي أن كثرة العراك بين أمي وأبي لابد أن تجعل النفور بينهما وعدم الانسجام
كنت أحلم بحياة سعيدة انسيابية وأخذت أجمع في ذهني كل النصائح التي أقرأها وأسمعها عن الزواج السعيد , أو كيف يمكن أن أجعل الزواج سعيداً لذلك فكرت ملياً وباصرار بأنه يجب أن لا أعامل زوجي مثلما كانت أمي تعامل أبي بقسوة وعنف .
وجاء اليوم الموعود .. أي جاء يوم الزفاف ... وشعرت أن الفرج قد جاءني لأن الجدل قد لا ينتهي بين أمي وأبي لدرجة العدواة , وكنت بسبب صغر سني لا يمكن أن أحكم على الأمور بالحكم السديد وبدلاً من أن أحزن لعراكهما المستمر , شعرت بالسعادة الحقيقية عند زواجي لشعوري بأني سوف اذهب بعيداً عن هذا النفور وهذا الجدل السقيم وهذا التناحر الذي لا ينتقطع
وأنا في ثوب عرسي وعند خروجي من بيت أهلي شعرت وقتها كأني أطير ولست أسير على الأرض , كان الجميع يحاول نصحي أمي , القريبات , الصاحبات
وهمست أمي في أذني ( إياك أن تحكي أسرارنا لزوجك لا تقصي عليه مشاكلي أنا وأبوك ولا تحكي له عن شقاوة إخواتك وكسلهم )
ذهبت لعش الزوجية السعيد وأحطت نفسي وزوجي بالسعادة , بدأت أعيش معه الحياة الجديدة بمثالية ومفاهيم أنا حددتها ,,, كان زوجي يكبر مني بحوالي خمسة عشرة عاماً وكان منظاره للحياة غير المنظار الوردي الذي أنظر به تماما
وكان في ساعات الصفاء يسألني عن أدق الأسرار والتفاصيل في حياة أهلي وعن أسرارهم وكنت أقص عليه بحسن نية أيضاً أدق التفاصيل عن حياة أهلي وأسرارهم ومشاكلهم وحالتهم المادية والعاطفية والسلوكيات و ....... و........ و .........معتقدة في ذلك أني امرأة بطريقة غير مباشرة بأنك يا هذا أرجو أن لا تكرر هذا الخطأ الذي ارتكبه أبي وأمي وأخواتي
وما هي إلا أشهر قليلة حتى تمكن زوجي من معرفة كل أسرار حياتنا وما كان منه إلا أن قام بمنعي من زيارة أهلي الذين أحبهم أو شعرت بحبهم عندما حرمني منهم , بل وتعنت في ذلك وقال سوف أمنعك بقوة الشرع والقانون والزواج وكل قوى أعرفها .
وسالت دموعي وعلت صرختي حتى وصلت إلى مسمع أهلي وعندما أرادت أمي أن تتدخل لتصل إلى حل يرضي الجميع ,,,, إذا بزوجي يطعنها في الصميم لقد جرح كبريائها وشطر أمومتها لقد قال لها :- إن ابنتك تقول عنك جاهلة ومسيطرة وقد ظلمت والدها
وهنا اجتمع كره الدنيا كله في قلب أمي ضدي فكرهتني أمي كرها لا تمحوه مياه الأمطار ولا الآبار ولا حتى البحار
حتى أبي شاركها نفس درجة الكره وأكثر لأنه أيضا أراد أن يدافع عني ويطالب بأن أزورهم ولا أنقطع عنهم وإذا بزوجي(الغير محترم ) يهاجمه هو الآخر ويقول له : قبل أن تكون رجل قوي علي أو تتقمص الرجولة علي ... كان من الأجدر بك أن تثبت رجولتك على زوجتك , وأمام أبناءك فزوجتك لا تحترمك , بل وتقودك خلفها كالخروف فصمت أبي متألما بجراح شعر أنها كانت طعنة بيد ابنته التي هي أنا
أما إخواتي الشباب والصغار فقد أعمى بصائرهم بكثرة المعايرة والشتائم وبالاستهزاء
بكل تلك المشاعر بل العدائات كان سببها هو أني قصصت عليه أسرار عائلتنا وإذا به يستعمل هذه المعلومات كرصاص يطلقه على وجهي وعلى رأسي وقلبي , فكان سبب نشوب حرب بيني وبين أهلي مما جعلهم يقاطعوني عمراً طويلاً
من الأقوال المأثورة ( أضعف الناس من ضعف عن كتمان سره وأقواهم من قوي على غضبه وأصبرهم من أسر فاقته وأغناهم من قنع بما تيسر له منقول من كتاب ( لا تتزوجي من )) تأليف سعاد عثمان